"انا عصبى"
كلمه بتتقال قدامنا كتير
ممكن تكون سمعتها من صاحبك او قريبك او انت نفسك بتقولها
بنستخدمها عشان نبرر افعالنا و مشاعرنا و اقوالنا عشان محدش يلومنا
و كأن الكلمه دى بتدينا الحق اننا نعمل اللى احنا عايزينه من غير م حد يلوم علينا بحجه اننا عصبيين و مش بنعرف نتحكم ف اعصابنا
بداية دعوني أؤكد لكم بأنه لا يوجد شيء اسمه إنسان عصبي تماماً أو إنسان
حساس طوال الوقت أو إنسان خائف دائماً أو إنسان متكبر على طول, بل هي
مواقف معينة و أوقات محددة يمكن فيها أن يكون الإنسان عصبياً, و لكن الذي
يحصل في حياتنا هي أننا نعتقد – خطأً- أن صفة العصبية لاصقة فينا و هي
تعبر عن شخصيتنا.
العصبية أو الحساسية أو التكبر أوالخجل كلها مشاعر تظهر أو تنتعش في مواقف
معينة و نحن نختار ذلك, ولكنها لا تستمر معنا طوال الوقت, أي لا يمكن أن
تجد إنساناً خجولاً طوال الوقت أو إنساناً عصبياً دائماً, بل هي مرات
ومرات. لكن الذي يحصل أن إنساناً مع مرور الأيام يعتقد أنه إنسان عصبي أو
يغضب بسرعة و بالتالي فهو معذور إن بدر منه سلوك سيئ أو خرج منه قول محرج
للطرف الآخر, لكنه مسكين لا حول له و لا قوة لأنه عصبي!
هذا كلام غير مقبول من الناحية العلمية و النفسية و الاجتماعية, ولذا لا
يصح أن يستخدم الإنسان وصفاً معيناً و يلصقه بذاته بحيث يصبحان شيئاً
واحداً, بل يجب على الإنسان أن يفصل بين سلوك و سلوك و أن يفرق بين موقف و
موقف, و أنظر لأحدنا عندما ينفجر غاضباً في وجه شخص له عليه سيطرة أو شعور
زائف بالتفوق (مثل سائق المنزل أوالخادمة), و لكن الشخص نفسه نراه هادئاً
وديعاً عندما يقف أمام مديره أو أمام شخص يفوقه منصباً وظيفياًً أويريد
منه حاجة!
سبحان الله, أين ذهبت العصبية أو الغضب؟ إذن المسألة ليست لها علاقة
بالجينات الوراثية, و لكنها قناعات ومعتقدات آمنا بها منذ صغرنا و
مارسناها مراراً و تكراراً, و شجعنا سكوت الآخرين عليها حتى اقتنعنا فعلاً
أننا عصبيون أو خجلون أومتكبرون أو حساسون أو غيرها من الصفات.
هذه خدعة كبيرة لأنفسنا و لغيرنا, لأننا بإمكاننا أن نتحكم بمشاعرنا و
تصرفاتنا إذا أردنا ذلك فعلاً, لذا عزيزي القارئ, لاتستخدم هذه الكلمة لكي
تصف بها نفسك و لا تقبل أن تسمعها كذلك من غيرك, وإذا حصل و سمعتها من
غيرك, فأخبره بأن عصبيته على نفسه وبأن عليه أن يتحكم بمشاعره و هو يتحدث
معك لن تقبل منه أي إساءة بحجة أنه عصبي.