رغم أنّ لكل شخص منا أسلوبه وطريقته الخاصة في التصرف، والكلام، وردود الأفعال، ولكننا في مواقف معينة نجد البعض يقول أنت تتحدثين كوالدك، أو والدتك، في هذا الأمر، أو تتصرفين كفلان، سواء بأسلوبك، عصبيتك، أو أي تصرف يصدر منك. هذا التقمص لطريقة أو أسلوب الآخرين هل هو عفوي أم مقصود؟ وما السبب في التقمص؟ أسئلة توجهنا بها للمراهقات..
بداية، قالت هيفاء، 18 سنة: “بالفعل هذا يحدث لي باستمرار، ودون أن أشعر، فدائماً يقول لي من حولي إنني عندما أغضب أتحول إلى والدي، أتحدث بأسلوبه وأتقمص شخصيته، ورغم أنني لا أوافقهم على هذه الملاحظة أبداً، ولكن لا مشكلة لدي إن تحدثت مثل والدي عندما أغضب، لأنه من الطبيعي أن أتأثر به وبطريقة حديثه، وذلك ليس محاولة للتقليد أو التقمص عن قصد، إنها تأثر عفوي وغير مقصود، ولكنه يحدث كثيراً، خاصة مع الأشخاص الذين نحتك بهم بكثرة”.
أما بشرى، 20 سنة، فقالت: “بالنسبة لي دائماً تقول لي والدتي إنني أتقمص طريقة وأسلوب صديقاتي، وكلما كانت لدي صديقة جديدة أتحدث بطريقتها، وأحياناً حتى بلهجتها، وأنا ألاحظ هذا على نفسي فعلاً، ولكن هناك أشخاص يتأثرون بمن حولهم، وآخرون لا يتأثرون، وهذا لا يعيب أياً من الطرفين، فما المشكلة أن أتحدث كصديقتي أو أتصرف مثلها، ليس الأمر بعيب ولا ميزة، وهو برأيي مجرد أنّ بعض الأشخاص يكون تركيزهم مع الآخرين أكثر من غيرهم، وهذا أحياناً يترك تأثيراً عليهم، بينما البعض لا”.
من جهتها تحدثت رجاء، 16 سنة ونصف، محاولة توضيح الأمر أكثر، فقالت: “أعتقد أنّ الأشخاص الذين يتأثرون بالآخرين ويتقمصون شخصياتهم هم الأشخاص الأضعف والأقل تأثيراً على من حولهم، والدليل أن أغلبهم يتأثرون ولا يؤثرون، بينما الشخصية القوية هي من تؤثر فيمن حولها دون أن تتأثر، لدرجة أنها في بعض الأحيان تؤثر بأسلوب الحديث، التصرف، وحتى التفكير، وعموماً الأمر يعتمد على شخصية كل فرد، فنحن إما مؤثر أو متأثر”.
وكذلك قالت أسماء، 20 سنة: “أحياناً نتأثر بفكر وقناعات شخص ما، وليس بأسلوبه في الحديث والتصرف، والنوع الأول يعتمد على الشخصية، وهل أنا مؤثرة أم متأثرة بفكري وقناعاتي وإيماني، ولكن في بعض الأحيان، وهو النوع الثاني، يكون القرب من شخص ما أو الاختلاط المستمر معه، سبباً في طريقة حديث متشابهة أو تصرفات متطابقة، وهذا برأيي طبيعي ويحدث باستمرار مع كل الناس، وليس بالضرورة أن يكون تقمصاً أو محاولة للتقليد، ولكن مجرد تركيز مع أسلوب شخص ما ينتقل إلينا دون أن نشعر بقربه منا مثلاً، أو تعاملنا معه بكثرة، وهكذا”.
وأخيراً جاء رأي خلود، 17 سنة، على النحو التالي: “نحن لا نبحث عن شخص نتقمص شخصيته أو نقلده، قد نتأثر أحياناً بأسلوب الآخرين وطريقة حديثهم، وهذا أمر عادي وطبيعي، ولا يعتبر تقليداً منا لهم، ولا يدل أيضاً على أننا نفكر بنفس طريقتهم، أو أنّ شخصيتنا ضعيفة، فلكل منا فكره وشخصيته، ولكن أليس من الطبيعي أن أتحدث كوالدي أو إخوتي، أو من أحتك بهم عن قرب، أليس من الغريب فعلاً أن يكون لأسرتي وعائلتي أسلوب في الحديث سواء من حيث التهذيب، الانفعال، الغضب أو الهدوء، بينما يكون لي أنا أسلوب آخر ومختلف تماماً عنهم، وكأنني نشأت في مكان آخر بعيد عنهم؟، هذا ليس تقمصاً ولا محاولة للتقليد، ولكنه أمر طبيعي جداً ويحدث للجميع”.