أحبك كاخرِ النساءِ في زمني
واخر إشراقة قمرٍ
واخر النجوم في كوني
أحبك شوق المهاجر
لأرضِ الجدودِ ذات ارتحال
وحب العصافيرِ لبيدرِ قمحٍ
أتته صباحاً والجوفُ خال
وحب البوادي لقطرةِ ماءٍ
والشمسُ تلهب سطح الرمال
فهل عرفتِ منذ قيسٍ حباً
بهذا الكمال
فحبي إليك سيدتي
فاق التصور والخيال
وهن الخطوُ مني
وغدت وزن الجبالِ همومي
وحجبت شمسَ النهار غيومي
فإني راحلٌ
فلا تنتظري بالنافذةِ
عند المساءِ قدومي
لو تعلمين محبتي لغفرت لي
منك الهروب إصراري
فإني تعبتُ من حبسٍ
له ألف بابٍ وباب
وعلت فيه أسواري
وما عدتُ أعرفُ الليل من نهاري
ما عدتُ أكتبُ إلا عنك أشعاري
ولا تعزفُ إلا إليك أوتاري
إني راحلٌ والشوقُ يقتلني
يا ناراً تحرقُ أشواقي
يا سُهداً يسكنُ أحداقي
كيف لا أهربُ وأنا فيكِ
أفنيتُ كل اقلامي واوراقي
ونسيتُ فيه نفسي
واعتزلتُ رفاقي
فما عدتُ أحتملُ حباً
يقتلني أكثر من بعدي
ساعة وصلٍ وتلاقي
أدري قد تضيق في البعد أوردتي
والماء يهجر أوديتي
والقمر يبدو منكسراً
وسوادٌ تغدو أزمنتي
وقد أعودُ مردداً
تعب المطارُ من سفري
ومل البحرُ إبحاري
فعندها رهنُ الإشارةِ
أعود سيدتي
ورغم ذلك
دعيني أختبرُ نفسي
فقد أنسى غداً قصةً
تملكتني بامسي
فإن انثنيتُ سأعود لأشرب صامتاً
بقايا قصتي من عين كأسي
وسأدركُ بأنك ساكنتي
من الألف للياء
ومن أخمص قدمي لرأسي