نصائح بسيطة وعملية بمناسبة إقبالنا على شهر رمضان المبارك
أهديها لنفسي ولكل من لا يريد أن
يُحرمَ من خير رمضان , وكذا لمن يريدُ أن يصومَ ويقوم رمضان إيمانا
واحتسابا بإذن الله تعالى . ولا ننسى في البداية أن النافلةَ في رمضان –
من حيث الأجر – كالفريضةِ في غير رمضان , وأن الفريضةَ في رمضان مثلُ 70
فريضة في غير رمضان من حيثُ الأجرِ كذلك .
ثم أقول :
ا- أما الصلاة فركعتين
أو 4 أو 6 أو 8 أو ...على حسب الظروف . ويُـخْـتَـمُ القيامُ بالشفعِ
والوترِ إن لم يكن الشخصُ قد صلاهما بعد صلاة التراويح مباشرة .
ب-وأما تلاوة القرآن
فإما من المصحفِ أو مما يحفظُ الشخصُ أو من تلاوة يسمعُـها مسجلة في
التلفزيون أو غيره . وأنا أفَـضِّـلُ أن تكونَ التلاوةُ من المصحَـفِ ,
ويبدأُ المسلمُ التلاوةَ فـي بداية رمضان من الفاتحة وسورة البقرة ويختمُ
على الأقلِّ خـتـمة واحدة خلالَ كلِّ شهرِ رمضان . هذا مع ملاحظة أنـه
ليس شرطا أن يكونَ عددُ الخـتـمات طبيعيا ( بلا فاصلة ) , أي أنه يمكنُ
أن يَـخـتِـمَ الشخصُ خلالَ كلِّ رمضان خـتمة واحدة و10 أحزاب مثلا أو
خـتـمـتـيـن و 25 حزبا أو ...
جـ- وأما الدعاءُ
فيستحبُّ خلالَ الساعةِ كلها ولو لعشر دقائق : إما مما يحفظُ الشخصُ من
أدعية مأثورة أو من قراءة أدعية من كتاب أو مجلة أو جريدة أو ... أو
بسماع أدعية من مسجلة مثلا... أو بالدعاءِ العفوي الارتجالي بأية ألفاظ
عربية مفهومة , بل إن المسلمَ يجوزُ له أن يدعوَ ولو بالدارجةِ ولو
بألفاظ غيرِ مأثورة ( والمأثورُ أفضلُ بطبيعةِ الحالِ ) .
ا- بالنسبة لمن
لا يدرسُ ولا يعملُ في النهارِ , فـأنا أنصحُـه بأن يشغُلَ وقـتَـه
بالذكرِ والدعاء وتلاوة القرآن والمطالعةِ الدينية و...( أما صلاةُ
النوافلِ فـمـكروهـةٌ من بعدِ الصبحِ وحتى طلوعِ الشمسِ ) , ويستمرُّ
الشخصُ على ذلك حتى بعدَ طلوعِ الشمس بحوالي نصف ساعة ( حيث تحلُّ
النافلةُ ) ثم يصلي صلاةَ الضحى, بصلاة ركعتين على الأقل , وإذا كررَ
الشخصُ ذلك طيلةَ أيام رمضان فـإن له بإذن الله من الأجر الكثيرَ.
ب- وأما من
يدرُسُ أو يعملُ في النهارِ فإنني أرى أن الأفضلَ لهُ أن ينامَ بعد
الصبحِ مباشرة حوالي ساعتين أو…أو 3 ساعات , ليتقوى بها في النهار ,
وليكملَ نصيبه من النومِ الذي لم يأخذْ كفايـتَـه منه في الليلِ.
الأولى : لكل
الناس : جلسةٌ ( لنصف ساعة ) يقرأ فيها الواحدُ منا قرآنا أو يسـمع
قرآنا , والأفضل أن تكون هذه الجلسة متصلة بتلاوة "ساعة ما قبل السحور" ,
بحيث تكون التلاوتان متصلـتيـن ببعضهما البعض ومكملتـيـن لبعضهما البعض
وتشكلان خـتـمة واحدة بإذن الله تعالى . يجبُ أن تُـقـيَّدَ هذه الجلسةُ
بوقت معين ومحدد ومعلوم يلتزمُ به الشخصُ يوميا بدون تقديم أو تأخير .
الثانية : لكل
الناس كذلك:جلسةٌ ( لنصف ساعة أو ساعة تقريبا ) يقرأُ فيها الواحدُ منا
كتابا دينيا. إذا كانت مواضيعُ الكتابِ متصلة ببعضها البعض فإنهُ يقرأه
كاملا ومن خلال قراءة متسلسلة , ويقرأ في كل يوم نصيبا منه حتى ينتهي منه
في رمضان أو بعد رمضان . وإذا انـتهى من قراءةِ كتاب عليه أن يبدأَ في
قراءةِ آخر , وهكذا…إما أن يقرأَََ الواحدُ منا في هذه الجلسةِ كتابا
دينيا أو يسمعَ درسا دينيا من خلال التلفزيون مثلا , بشرط أن يسمعَ
الدرسَ في كل يوم في وقت محدد ومعلوم , بحيثُ لا يفوتهُ الدرسُ إلا نادرا
.
الثالثة : لأغلبِ
الناسِ : جلسةٌ ( لساعة تقريبا ) يراجعُ فيها المسلمُ ما يحفظُ من
القرآنِ الكريم , سواء كان ما يحفظُ قليلا أو كثيرا . وتُـقـيَّدَ هذه
الجلسةُ بوقت محدد يلتزمُ به الشخصُ يوميا بدون أن يُفـرِّطَ فيه أو
يتكاسلَ عنهُ.
الرابعة : لبعضِ
الناسِ : جلسةٌ ( لساعة تقريبا ) لمن يقدرُ على حفظِ القرآن ممن لديه
الوقت والجهد الكافيان وكذا لمن لديه العزيمة والإرادة القويان . يحفظُ
ما يقدرُ من القرآن , والأفضلُ أن يبدأ الحافظُ بالسورِ القصيرة قبل
الطويلة , والأفضل أن يكون المحفوظُ متصلا بـبعضه البعض , والأفضلُ أن
يحفظَ الحافظُ وهو ينوي أن يراجعَ ما حفظ بعد تمام الحفظِ في نهاية رمضان
بإذن الله . تُـقـيَّدَ هذه الجلسةُ بوقت معين ومعلوم يلتزمُ به الشخصُ
يوميا بدون تقديم أو تأخير.
الخامسة : جلسةُ (
لساعة كاملة يُـحدَّد وقـتـُها ويُضبطُ ويـتم إعلامُ كل أفرادِ الأسرةِ
بهِ , ويجبُ أن يكون بعيدا عن مواعيد إعدادِ المرأة للفطورِ أو وجودِ
المرأةِ في المطبخِ ) تصلحُ لمن عنده من بين أفـراد الأسرة شخصٌ مُطلعٌ
على الدينِ إلى حد ما ويملكُ ثقافة إسلامية لا بأس بها , سواء كان هذا
الشخصُ رجلا أو امرأة , وأنا أُفضِّل أن يكون رجلا لأنهُ عادة أقوى شخصية
من المرأةِ , ومع ذلكَ في كل من الرجلِ والمرأةِ خيرٌ كبيرٌ وكثيرٌ بإذن
الله . في هذه الجلسةِ يقدِّم هذا الشخصُ ( الداعيةُ ) لأفرادِ الأسرةِ
درسا دينيا متنوعا ( ويمكن أن يستعينَ بالكمبيوتر وبالإنترنت إن توفـرَ )
, فيه تارة تفسير قرآن وثانية آداب وثالثة أخلاق ورابعة فقه وخامسة حكم
وأمثال وسادسة أذكار وأدعية وسابعة شرح أحاديث وهكذا…الخ…الدرسُ يجبُ أن
يحضرَهُ جميعُ أفرادِ الأسرةِ إلا من كان له عذرٌ قاهرٌ .
ا- يا ليتَ كل
امرأة تسمعُ مني هذه النصيحة البسيطة , ويا ليتَ كل رجل ينصحُ زوجتَـه ,
فإذا سمعتْ وقبلت فذلك هو المُـبتغى , وإلا ألزمها بالعمل بها إلزاما .
يا ليتَ كل امرأة ربة بيت ومسؤولة عن الطبخ في البيتِ تُنقِصُ من الوقتِ
المخصص لتحضيرِ الفطور وتستغلُّ ما وفرتـه من الوقت للعبادات والنوافل
والطاعات والمستحبات من مطالعة دينية وقراءة قرآن وصلاة وذكر لله ودعاء
و...صحيحٌ أننا نريدُ – خاصة في رمضان – أن نعطيَ للأكلِ والشرب أهميتَـه
, ولكن المبالغةَ فيها من الضرر ما فيها وفيها من الشر ما فيها أو بعبير
آخر فيها من ضياع الخير ما فيها. يمكنُ للمرأةِ أن تبدأَ في التحضير من
بعد العصر , ويكون هذا مقبولا إلى حد ما . أما أن تبدأ المرأةُ في تحضيرِ
الفطور من بعد الظهر مباشرة أو من قبلِ العصر بساعة أو ساعتين فإن هذا
غيرُ مقبول البتة , وفيه من الإسراف والتبذير ما فيه .
ب- يا ليتَ كل رجل
( والمرأةُ مطلوبٌ منها أن تنصحَ الرجلَ بذلك ) يحرص في رمضان على أن
يُنفقَ في رمضان مثلما يُنفق في غير رمضان أو أقل. هذا أمرٌ مهمٌّ جدا لو
يستطيعُ الزوجان تحقيقَـهُ بالتعاون فيما بينهما , والله وحده هو الموفق
لكل خير .
ا- إما في المسجدِ جماعة خلف إمام .
ب- وإما في البيتِ
جماعة خلف إمام إن أمكنَ ( كما أفعلُ أنا في بيتي مع زوجتي وأولادي منذ
سنوات وسنوات , لأنني أحفظُ القرآنَ الكريمَ كلَّـه , وأنا أختِمه في شهر
رمضان من خلال صلاةِ التراويح ب 8 ركعات يوميا مع الشفع والوتر ) . وإما
في البيتِ فرادى كلُّ شخص يصلي التراويحَ على حسبِ مقدرتِـه . إن وافقَ
السنة فذلك أحسنُ , وإلا فيمكنُ القيامَ أو أداءَ التراويحِ ولو بركعتين
فقط , والله لا يملُّ من إعطاءِ الأجرِ حتى نملَّ نحنُ من القيامِ ومن
التراويحِ . والأفضلُ بالنسبة لمن يصلي التراويحَ أو يقيمُ ليالي رمضان
أن لا يستعملَ المُصحفَ أثناء الصلاةَ , لأن بعض العلماء كرهوا ذلك ,
ولأن ذلك منافي للخشوعِ المطلوبِ في الصلاةِ.
ملاحظتان هامتان : 1- هذا برنامجٌ
بسيط قدمـتُـه للمسلم متوسط الالتزام , ومنه فقد يزيدُ مجتهدٌ على ما
ذكرتُ وهو مأجورٌ بإذن اللهِ على كل زيادة . وقد يُنقِصُ شخصٌ آخر مما
ذكرتُ لسبب أو لآخر , بعذر أو بدون عذر , وأنا أسأل الله أن يأجرَهُ على
ما اجتهدَ فيه وأن يعفوَ عنه عما قصَّر فيهِ .
جازاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع بكم