لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا !
يا حكمة الأجداد
لو من لحمنا نعطيك درعا !
لكنّ سهل الريح ،
لا يعطي عبيد الريح زرعا !
إنّا سنقلع بالرموش
الشوك و الأحزان ... قلعا !
و إلام نحمل عارنا و صليبنا !
و الكون يسعى ...
سنظل في الزيتون خضرته ،
و حول الأرض درعا
!!
إنّا نحبّ الورد ،
لكنّا نحبّ القمح أكثر
و نحبّ عطر الورد ،
لكن السنابل منه أطهر
فاحموا سنابلكم من الأعصار
بالصدر المسمّر
هاتوا السياج من الصدور ...
من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟
إقبض على عنق السنابل
مثلما عانقت خنجر!
الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ،
قل لي : كيف تقهر...
عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة
عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة
لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة
لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة
قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ !
كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان
مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان
و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان
و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان
إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان
و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة
كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة !
الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار
و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار
و الشمس عند بابنا معمية الأنوار
واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار
إن الحياة خلفنا غريبة منافقة
فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة
أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء
أسمعهم من فجوة في خيمة السماء :
" يا ويل من تنفست رئاته الهواء
من رئة مسروقة !..
ياويل من شرابه دماء !
و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء
يا ويله من وردها المسموم