لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من كان القرآنُ خلُقه وعلى آله
وصحبه وسلم، وبعد: فإن أجمل اللحظات التي يمر بها المؤمن، عندما يرى معجزة
تتجلى في كلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وبما أننا نعيش عصر العلم
والاكتشافات العلمية، تبرز الحاجة للبحث في أحاديث المصطفى عليه الصلاة
والسلام لإدراك الإشارات العلمية، بما يشهد على صدق هذا النبي الأميّ،
ومثل هذا البحث يمكن أن يساهم في تصحيح نظرة الغرب عن نبي الرحمة عليه
الصلاة والسلام
الحقيقة الأولى
يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (سيبلغ هذا الأمر ما بلغ
الليل والنهار) أي أن الإسلام سينتشر في كل مكان يصله الليل والنهار أي في
كل الأرض، وبالفعل تقول الإحصائيات الغربية إن الإسلام موجود في كل مكان
من العالم اليوم!! فالإحصائيات تخبرنا بأنه عام 2025 سيكون الإسلام هو
الدين الأول من حيث العدد على مستوى العالم، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة،
بل هي أرقام حقيقية لا ريب فيها. هذه الأرقام جاءت من علماء غير مسلمين
أجروا هذه الإحصائيات
الحقيقة الثالثة
تحدث النبي الكريم بدقة فائقة عن حقيقة علمية لم يتمكن العلماء من رؤيتها
إلا قبل سنوات قليلة، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود
أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم]. وقد ثبت علمياً أن منطقة شبه
الجزيرة العربية كانت ذات يوم مليئة بالمروج والأنهار ولا تزال آثار مجرى
الأنهار حتى يومنا هذا. وقد دلت على ذلك الصور القادمة من الأقمار
الاصطناعية، والتي تظهر بوضوح العديد من الأنهار المطمورة تحت الرمال في
جزيرة العرب. ويصرح كبار علماء الغرب في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"
اليوم بأن "الصور الملتقطة بالرادار للصحراء أظهرت أن هذه المنطقة كانت
ذات يوم مغطاة بالبحيرات والأنهار، وكانت البيئة فيها مشابهة لتلك التي
نراها في أوربا، وأنها ستعود يوماً ما كما كانت".
الحقيقة الخامسة
اكتشف العلماء حديثاً أن منطقة الناصية (أعلى ومقدمة الدماغ) تتحكم باتخاذ
القرارات الصحيحة وبالتالي كلما كانت هذه المنطقة أكثر فعالية وأكثر
نشاطاً وأكثر سلامة كانت القرارات أكثر دقة وحكمة، ولذلك نجد دعاء النبي
الكريم: (ناصيتي بيدك) [رواه أحمد]. وفي هذا تسليم من النبي إلى الله
تعالى، بأن كل شأنه لله، وأن الله يتحكم كيف يشاء ويقدر له ما يشاء.
والشيء الآخر الذي كُشف عنه حديثاً هو أن منطقة الناصية تلعب دوراً مهماً
في العمليات العليا للإنسان مثل الإدراك والتوجيه وحل المشاكل والإبداع،
ولذلك سلَّم هذه المنطقة لله تعالى في دعائه: (ناصيتي بيدك). وفي هذا
إشارة علمية لطيفة إلى أهمية هذه المنطقة.
الحقيقة السابعة
يؤكد معظم العلماء أن الهرم هو أفضل وسيلة للنهاية الطبيعية للإنسان، وإلا
فإن أي محاولة لإطالة العمر فوق حدود معينة سيكون لها تأثيرات كثيرة أقلها
الإصابة بالسرطان، ويقول البروفيسر "لي سيلفر" من جامعة برينستون
الأمريكية: "إن أي محاولة لبلوغ الخلود تسير عكس الطبيعة".. لقد خرج
العلماء بنتيجة ألا وهي أنه على الرغم من إنفاق المليارات لعلاج الهرم
وإطالة العمر إلا أن التجارب كانت دون أي فائدة. وهذا ما أشار إليه النبي
الأعظم عليه الصلاة والسلام بقوله: (تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع
داء إلا وضع له شفاءً إلا داءً واحداً: الهرم) [رواه أحمد].
وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.